الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

بقلم الشاعرة"د- شيماء الفره"

لأمانة ويقظة الضمير
************************
الأمانة خلق راقي سامي ينيع من داخل الذات البشرية
واذا انتفي الوازع الديني من النفس البشرية
انتفت الأمانة وانعدم الضمير الانساني
الأمانة هي الرسالة التي حملها الانسان
وهي حمل ثقيل مضني على أعناق البشر
ولا يعيها الا أصحاب الضمائر اليقظة الواعية
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم :
سورة الأحزاب
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
الأمانة لابد أن يتصف بها الانسان
في أي عمل يقوم به في المجالات المتنوعة
فعمل الطبيب وضميره المهني أمانة
فهو قد أؤتمن على روح ونفس ولابد أن يراعي ضميره
ويراعي الله فيما أؤتمن عليه .
والمدرس مؤتمن على طلابه
ولايقتصر دوره فقط على العملية التعليمية
بل يمتد دوره لزرع وبث القيم الأخلاقية والروحية بنفوس طلابه
والوالدان مؤتمنان على أولادهم ورعايتهم وتربيتهم تربية فضلى
وفي مجال الأدب والفكر
فالقلم أمانة عظمى
بكلمات قد تبني مجتمعات
وقد تدمر وتهدم مجتمعات
قد ينشر فكرا راقيا يسمو بالفكر ونفوس البشر
وقد ينشر فكرا متدني يدفع بالمجتمع للحضيض
بالقلم قد تحرر أوطان
وتترجم صرخات الظلم والطغيان
بنبض الأقلام
الادب رسالة سامية ترتقي بالمجتمعات وترسي قواعد
الأمن والخلق والعلم الراقي
في المجتمعات
وقبل أن أن يكون صاحب القلم مبدعا
لابد أن يكون صاحب خلق فالكلمة والخلق
لا يتجزآن
وأمانة الكاتب أن تنبع كتاباته من نفسه
ولا يقتبس من كتابات الآخرين
والا فقد أخلاقيات ومصداقية الكاتب
ولايجوز أن ينتمي لفئة الأدباء
فهؤلاء يريدون الصعود على أكتاف غيرهم
والنجاح لا يصنع من مجهود الآخرين
وانما هو مجهود ذاتي ، ومن يقتبس من كتابات غيره
فهو يبحث عن نجاح وهمي وليس نجاح مستمر
لأنه على أسس واهية ليست ثابتة
وهؤلاء شخصيات مزعزعة الثقة بالنفس
يرسمون شخصيات وهويات
واهية ليس لها أساس
على حساب غيرهم، فليعيد الجميع حساباته ويراعي الله
في جميع أعماله
د. شيماء الفره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق