الثلاثاء، 5 فبراير 2019

عماد الدين التونسي يكتب ... نوُستالجِيا الحنِين

نوُستالجِيا الحنِين٠٠٠ 
**********************
بيْن مُنحدَرات الحُروف
جُذور بعُمق الأرْض
لمْ أعُد أراَها 
سِوى فِي صفَحات ذاكِرتي الرَّثَّة 
رغْم رائِحة الْتُراب النَّهش الغاشِم
وقسْوة الدمِّ الْقاحِل النَّازل مطَرًا 
يقتُل يُبيد يُدَمِّر ينْسُف
كنقْش مِسمارٍ 
بقلْب الْحِجارة الْمُتردِّية
رغْم الْهواءِ الْممْزُوج 
بارودًا عتْمة أضواءٍ وحِصارٍ لا يُثار
لأعْواد الثِّقاب الْمكسُورة 
لمِفتاح الْقِيثارة الْمقتُولة
كيْ لاَ نفْرح 
حتَّى علَى الأطْلال
رغْم ذبْح المائِدة فِي رمضَان
مَع موْعد الإفْطار
وكُلِّ الأَسى والإِنكسَارات 
والنَّدبات والصَّفعات 
وكُلِّ الأحزان 
** ** ** **
رائِحةٌ ما زَالت تُشعُّ تَتوهَّج ترْسو
كنزِيف حادٍ
لا تتَلاشى لا تشُوِّه الْبرَاعم
بلْ تتبرْعم 
بضِفاف الإغْتراب تتوَسَّم
تنْفجِر لوْحات فنيَّة فتيَّة 
مُلطَّخةً بدمِ المنْسيِّ الرَّافِض
للخُنوُع للحيَّة المُقوِّضة للأرض
ضَّباباً كثِيفًا 
لا يُسمَعُ لكِنْ يُرى بعيْن النَّمل
فِي بيارات الزَّيتون أشْجارالتِّين واللَّيمون
وبلاَغةُ عصا عجُوزٍ 
فوْق الصَّمْتِ مرْكون 
ياسَمينًا دُرَّة
أُقحُوانةً حُرّةٍ 
رغوَّة قهْوةٍ مُرّة
ظِلِّ لُؤلُؤةِ رُّمان
وسقْف الْغيْمة الْرّحيمة
ترقُصُ خارِج الفضَاء
** ** ** **
رائِحةُ درْويشٍ عاشِقٍ لله 
يَطوفُ فِي رقْصة أخيِرةِ 
ليغُمى عليْه بيْن المُدن 
ويُدفَن مع بقاَيا جِبال الوجَع 
شاهدًا علَى جرِيمة لم تُرتَكب 
مَن هَشّمَ جنَازِير الميرْكافا 
مَن أوْسع صَدى الرِّيح 
مِن منْفاه 
ولمْ يبْكي كمَا عهدْناه 
أوْتارُه مشدُودةٌ 
وإن رسمُوها مبتوُرةٌ
يمْسح عنْ وجْنتي
غُباراً تدْفعُه بعِيداً 
ويُناجيني 
أنْ أتَّكئَ بِه هُناك 
معَ كمنْجة الْعابِرينَ 
و عُود شُهود الْقُبورِ 
لحنَ مُغتالٍ يغْرُق فِياَّ 
حدَّ الإِنصِهارِ 
** ** ** **
رائِحة حنِينٍ 
لِلَحْنِ مُواساةٍ 
يعْزفُه أنِين نايٍّ نازِفٍ 
** ** ** **
هكَذا أناَ 
أُربيِّ أملي فِي لحْني 
و أسْأل 
متىَ تُغادِر سنْمفونيَّة الرَّصاص حُروفي 
**********************
عماد الدين التونسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق