الجمعة، 20 أبريل 2018

بقلم الشاعر "محمد الإدريسي"


الغُرْبةُ في الأوْطان
لِمنْ يَشتَكي الغَريبُ الغُرْبَة؟
هَلِ الشَّكْوى تُداوي المُهْجَة؟
الأمورُ تَزْدادُ ظَلْمَة
مِنْ مِحْنَةٍ إلى مِحنة
كَمْ تتَحَمَّلُ القُلوبُ الصَّادِقة؟
مِنَ الهُمومِ الموجِعَة؟
مِنْ تَجَرُّعِ كُؤوس المَرارة؟
مِن الرّاحة
إلى سُهاد كُلّ لَيْلَة
مِنْ البَسْمَة
إلى الدَّمْعة
مِنْ وُجوهٍ ضاحِكة
إلى جُفُونٍ باكِية
مِنْ شُعوبٍ حُرَّة
إلى جَمَعاتٍ مُسْتَعْبدَة
مِنْ قُدْسٍ عَرَبِية
إلى مَدينَةٍ يُريدونَها عِبْرِيّة
بِمُؤازَرَة
عُرْبان مُتَصَهْيِنَة
مِنْ أُمَّةٍ مُوَحَّدة
إلى مَجْموعاتٍ مُشَتَّتة
ضَيَّعَتْ القِبْلَة
لِبَعْضِها مُقاتِلة
لا تُصَلّي اتِّجاهَ مَكَّة
أُخرى على الأطْلاَل باكِية
ضَيَّعَتْ الفِطْرَة
أَهُو جورُ الأزْمِنة؟
أمْ هُوَ ظُلْمُ عُبَّاد الأصْنامِ الجَديدَة
مع صَنَمِ الرّائحَة؟
الأفْئِدَة
يا رَبيعَ الأُمْنِية
سَئِمَتْ هذه الغُرْبَة
و الظُّروفَ الصَّعْبَة
نُريدُ اسْتِنْشاقَ الحُريَّة
نُريدُ العَوْدَة
نُريدُ أوْطاناً حُرَّة
حَياةً كَريمَة
أُمَّةً مُوَّحَدة
لِلْعالَم أُسْوة
في الإنْسانِية
و بِناءِ الحَضارَة
أوقِفوا الحُروبَ الهَدّامَة
أزيلوا هذه الكُرْبَة
أوْقِفوا سُقوطَ الكُحْلِ مِنْ رُموشِ المَرْأة
مِنْ أجْلِ حَياةٍ عَذْبة
لِنَسْتَعِدَّ لِلْعَوْدَة
لاسْتِرْجاع الأوْطان المَسْروقَة
نَزْعِ لِباس الغُرْبة
و ارْتِداءِ ثَوْب المَحَبَّة
طنجة 20/04/2018
محمد الإدريسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق