السبت، 21 أبريل 2018

بقلم الشاعر "مسعد الغنام"

عظة من القبور
زرت المقابر حاملاً اوصابى علىّ أخفف بالزيارة مابى
فى ساحة الموتى وقفت هنيهة مستأنسا بأحبتى وصحابى
ومدينة الأموات فيها عبرة جلت عن الإفصاح والإعراب
قد لفها صمت مهيب ناطق بجلال مشهدها فحار صوابى
الموت ساوى بينهم فى حكمه لافخر بالأحساب والأنساب
لو كنت بينهم فلا يؤذوننى وإذا بعدت فليس من مغتاب
وأفيت رمسا للحبيب مناجيا ياخيرة الأصحاب والأتراب
قد جئت تحدونى إليك محبتى وحججت قبرك بعد طول غياب
انسيت خلتنا وسالف عهدنا أجيب مالك لاترد جوابى
فأتى النداء وما رأيت مناديا وكأنما هو من وراء حجاب
قال الحبيب وكيف لى بجوابكم وأنا رهين جنادل وتراب
أكل التراب محاسنى فنسيتكم وحجبت عن أهلى وعن أحبابى
أوتيت من دنيايا حظا وافرا وقد أبتليت به فزاد نصابى
وكما أتيت خرجت منها عاريا نزع المغسل ملبثى وثيابى
وتقاسم الوراث بعدى ماجمعت لهم وها أنا ذا رهين حسابى
وبقيت وحدى ثاويا فى حفرة بعد القصور ومنعة الحجاب
قد لقبونى (ميتا) وأنا الذى قد كنت أدعى أحسن الألقاب
قد سالت الأحداق بعد بهائها وعلى الخدود تساقطت أهدابى
وتمزقت منى الجلود صفائحا والدود ما أبقى على الأعصاب
أما العظام تقطعت أوصالها ومضى زمان التيه والإعجاب
والقبر أما روضة أم حفرة ياليت قومى يعلمون خطابى
يا أيها الأحياء هذا حالنا فخذوا العظات وبادروا بمتاب
دنياكم زيف وظل زائل وإلى فناء زيفها وخراب
لا تلهكم أموالكم كلا ولا أولادكم فمالها لذهاب
لا تشغلنكم الحياة ومابها عن طاعة فالله خير جناب
يامعشر الإخوان تلك رسالتى ووصيتى للأهل والأصحاب
                 بقلمى مسعد الغنام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق