الاثنين، 22 يناير 2018

بقلم الكاتب" مصطفى الحاج حسين"

رواية .. ( ملح السّراب )
الفصل ( السادس )
الكاتب : مصطفى الحاج حسين .
لقد نضجت " سميرة " ، سنوات وأنا أراقب نموّ
جسدها الأسمر ، وهاهي تبرعم ، وتشبّ طولاً ،
فتغدو أطول من أختي " مريم " . شعرها الأسود
يثير شهيّتي لاستنشاقه ، وأسنانها النّاصعة تجعلني
أحلم أن تعضّني ، دائماً أتمنّى أن تعضّني ، لا أدري
لماذا تسيطر عليّ هذه الرّغبة ؟! ، كلّما رأيتها تبتسم
فتنفرج شفتاها المكتنزتان عن تلك الأسنان
اللؤلؤية .
وذات يوم أردتِ أن أحتال عليها ، حتّى أحقّق
حلمي، فأخذت أتباهى أمامها بقوّتي وقدرتي على
التّحمل ، وحين أخذت تسخر منّي ، قلت :
- هذه يدي .. خذي وعضّي عليها بقوة ، مزّقي يدي
إن استطعتِ .. عندها سترين مدى احتمالي .
في البدء لم تقبل هذا التّحدي ، دفعت يدي
عنها ، وقالت ساخرة :
- أخاف أن تبكي .
صرختُ وكانت رغبتي ناراً تتأجج بداخلي :
- جرّبي ، لكِ أن تقطعي يدي ، إن استطعتِ أنا
أتحدّاكِ .
وانقضّت " سميرة " على يدي ، غرزت أسنانها
في رسغي ، وتوقّد ساعدي عندما لامسته شفتاها ،
وشعرتُ بنشوة لا توصف ، نشوة غريبة ممزوجة
بالألم والسّعادة ، فأخذتُ أهتفُ فرحاً :
- عضّيها أكثر ، بقوة فأنا لا أتألّم .
أحسستُ بأسنانها تنهشني ، تمضغ قلبي ، وتمنّيت أن
تطول هذه اللحظة إلى الأبد .
اكتشفتُ أنّ اللذّة تنبع من الألم ، لذّة مجنونة ،
فتأوهتُ من النّشوة ، وظننتُ أنّ دمي سيتدفّق من
خدّيَّ المحمرّين ، فمددتُ يدي لأشدّها من شعرها ،
انحنيتُ فوقها لأتنشّقه ، لكنّها سرعان ما تركت
يدي .. وابتعدت ، فهتفتُ أتظاهر بالانتصار :
- لقد هزمتكِ .. كسبت الرّهان .
واقتربت أختي ( مريم ) منّي ، استهواها
هذا التّحدّي ، قالت :
- تعال .. أعضّك أنا .
ولا أدري كيفَ .. ولماذا .. صفعتُها على
خدّها بقسوةٍ ، وخرجتُ .
مصطفى الحاج حسين .

يتبعها الفصل ( السابع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق