الأحد، 25 مارس 2018

بقلم الشاعر"د- احمد زاكي"

الطقطوقة الثانية والاربعين بعد المئة الاولي البارودي
البارودي..... رب السيف والقلم … عنه احدثكم
شاعرنا العظيم.... محمود سامي البارودي.... الذي كان وزيرا للحربية في مصر..... هو من قادة الثورة العرابية
ونفاه الانجليز مع عرابي الي جزيرة سرنديب ....
ولأنه رائد التجديد ف الشعر العربي فقد حاز عن جدارة لقب رب السيف والقلم....
فالشعر العربي في عصره الحديث يُقسَّم الي ما قبل البارودي وما بعد البارودي.....
ِكتب البارودي قصيدة حزينه وهو في المنفي...... يعاتب دهره ويتحداه ويتعهد بالاستمرار الي مالا نهاية في طلب العز ومعالي الامور
عليَّ طِلابِ العزِ من مُستقرهِ
ولا ذنبَ لي إن عارضتني المقادرُ
انا المرء لا يثنيه عن درك العلي
نعيمٌ ، ولا تعدو عليه المفاقرُ
فكم بطل فل الزمان شباته
وكم سيدٌ دارت عليه الدوائر
فما كلِ محلولُ العريكةِ ، خائبٌ
وما كل محبوكُ التريكةِ ، ظافر
قؤولٌ واحلامُ الرجالِ عوازب
صؤولٌ وافواه المنايا فواغرُ
عوازب:غائبه ، الصؤول من له صولات صولات
هو الرجل يحتفظ بسداد رايه حين يفقد الاخرون الحكمة، وحين الباس له صولات وجولات في فم الردي
ويبكي ابنته سميرة اشتياقا .... ويبدو انه كان يحبها حبا جما... لا مثيل له
تأوبَ طيفٌ من سميرةَ زائر ُ
وما الطيفُ إلا ما تُريه الخواطرُ
ألمَّ ، ولم يلبث ، وسار ، وليته
اقام ، ولو طالت عليَّ الدياجرُ
ولي أملٌ في اللهِ ، تحيا به المني
ويشرقُ وجهُ الظنِ، والخطبُ كاشرُ
فقد يستقيمُ الامرِ بعد اعوجاجه
وتنهضُ بالمرئ ِ الجدودُ العواترُ
وعما قليلٌ ينتهي الامرَ كله
فما اولٌ ، الا، ويتلوه آخرُ
ولذلك فإن البارودي وهو المحب العاشق.... حينما بلغه نبأ وفاة زوجته ... وهو في المنفي ايضا ..... بكاها بأبيات خالدة مدي الدهر.... قائلا :
يا دهر ُ ، فيم فجعتني بحليلةٍ
كانت خلاصة َ عدتي وعتادي
إن كنت لم ترحم ضناي لفقدها
افلا رحمت من الاسي اولادي
لو كان هذا الدهر يقبل فدية
بالنفس عنك ، لكنت اول فادي
قد كدت اقضي حسرة لو لم اكن
متوقعا لقياك يوم ميعادِ
لا لوعتي تدع الفؤاد ولا يدي
تقوي علي رد الحبيب الغادي
رحم الله محمود سامي البارودي فقد كان مصريا بحق مقاتلا بحق وطنيا ثوريا بحق وشاعرا بحق
وشكرا يا احباب .... فقد هيجتم لواعج الشعر عندي
هذا ما تيسر قوله
فســلام ٌ عليكم ، وســلام ٌ لكم ، ودمتم ســالمين
د. احمد زكي
المنصورة الجميلة ، مصر المحروسة
25/3/2018
............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق