الخيول البريَّة_____________________البحر : الكامل
نفرت خيولٌ من بلادٍ ما بها ___ ماءُ الحياةِ وهانَ فيها ما لها
إنَ الحياةَ بغيرِ ماءِ لا تُرى ___ فالقحطُ في القفرِ المدمَّرِ جالها
تلكَ الخيولُ هَرَبْنَ من صحرائِهِ___ للبحثِ عن أمواهِ غيثٍ نالها
ذاكَ التَّصحُّرُ في البلادِ وحرقةٌ ___من شمسها لحِقَ النَّباتُ ظلالها
والأخذُ بالأسبابِ كانَ ولم يزل___ أُسُّ الحياةِ بذى الدُّنى ومآلها
لا تقعدنَّ عن القيامِ بحرفةٍ ___ فيها النَّجاةُ إذا الهلاكُ أقالها
هيَّا إلى عملٍ بِهِ قد ترتوي ___ كالأرضِ من غيثٍ يزيدُ غلالها
.............
كُن كالخيولِ مُهاجراً من شدَّةٍ ___ حتَّى تزولَ فلا ترى أسمالها
والخيرُ من قدرٍ لكُلِّ منافحٍ ___ عن صالحِ في العيشِ حلَّ عقالها
واللهُ يُعطي من يُزيلُ تجافياً ___ بينَ الخلائقِ ما يُميلُ قلالَها
لا تيأسنَّ ورزقُ ربِّكَ حاضرٌ ___ في كُلِّ أوقاتٍ تريدُ حلالها
دنيا بلا عملٍ تجرُّ كآبةً ___ لو ضاقَ عيشٌ والهوانُ أَمَالَها
والفقر قد عابَ الَّذينَ تأخَّروا___ عن كُلِّ أعمالٍ حمت عُمَّالَها
والذُّلُّ حاقَ بمن يميلُ بكربةٍ ___ عن خوضِ بحرٍرامَ منهُ زوالها
...................
والحرُّلا ينسى الخليلَ ومن دنا ___ من حاجةٍ كانَ العطاءُ نوالَها
لاعاشَ حرصٌ من قريبٍ قاصدٍ ___ دَفْعَ المشقَّةِ عن يتيمٍ طالها
يُجزى من المولى بأضعافٍ كما___ يحلو المقامُ بكلِّ ركنٍ شالها
إنَّ الكريمَ بِكُلِّ حرفٍ يعتني ___ حتَّى يُصيبَ معانياً قد قالها
لا مِنَّةٌ تمحو ثواباً للَّذي ___ في رحمةٍ شدَّ الودادُ حبالَها
صلَّى الإلهُ على الكريمِ وآلِهِ___ هامت بِهِ الدُّنيا فعافَ جمالها
صلُّوا عليهِ وسلِّموا لا تيأسوا ___ إنَّ الحياةَ لمن أماتَ دلالها
..................
الثلاثاء 13 ذو القعدة 1440 ه
16 يوليو 2019 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق